وفرت المملكة العربية السعودية خدمة مميزة لجميع السعوديين والمقيمين في المملكة، وهي تقديم شكوى ضد عقوق الوالد أو الوالدة من قبل الأبناء، وهذا في ضوء التكافل الاجتماعي والعمل على نشر العدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين في المملكة، وقد تعتبر هذه الشكوى المقدمة هي آخر أمر يقوم به الوالدين ويتم اللجوء إلى هذه الشكوى التي يتم تقديمها في حالة قسوة قلب الأبناء إلى حد كبير، فعلى الرغم من التضحيات التي يقدمها الآباء إلى أبنائهم إلى أن هذا الأمر قد يقابله الأبناء بالقسوة والشدة في التعامل والإهانة والإهمال وسوء المعاملة من الأبناء إلى الآباء وقد نتعرف على النموذج الخاص بتقديم شكوى عقوق الوالدين.
شكوى عقوق الوالدين
قد تكون هذه الشكوى المقدمة من الآباء ضد الأبناء عن قضية يتم رفعها من قبل الأهل وهي لا تحتاج إلى إجراءات يقوم بها الآباء، بل يتم تقديم شكوى إلى قسم الشرطة من قبل الأب أو الأم أو تقديمها إلى النيابة العامة ومن ثم العمل على تقديم البلاغ حتى يتم التصدي إلى الابن بشكل مباشر.
وقد تبدأ الجهات المختصة بالتحقيق الكامل من هذا الأمر حيث يتم رفع هذه القضية إلى قاضي محكمة الأحوال الشخصية، وقد اهتمت السعودية بالعمل على المحافظة الكاملة والشاملة على جميع الحقوق المتعلقة بالدين الإسلامي ومن أهم هذه التعاليم هي طاعة الوالدين.
وهذه الشكوى يتم مقابلتها بالتصرف السريع حتى يكون هؤلاء الأبناء عبرة لغيرهم من الأبناء وحتى يتم الحد من انتشار هذه الظاهرة والصفة الذميمة التي تنتشر بين الشباب، وقد تتنوع وتختلف العقوبات الخاصة بعقوق الوالدين والتي تكون في الغالب عبارة عن عقوبة تقديرية يتم وضعها من قبل القاضي.
ففي بعض الحالات قد تكون العقوبة حبس أو جلد على حسب تقدير المحكمة ولكن في بداية عام 1436 هجريا تم العمل على إصدار عقوبة في المملكة العربية السعودية للأبناء العاقين بآبائهم وقد تتمثل في غسل الموتى وحفر القبول والذهاب إلى دور المسنين من أجل قضاء فترة العقوبة الخاصة بهن، وعندما يعفو الأب عن ابنه فقد يتم رفع العقوبة من عليه.
معروض شكوى عقوق
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة القاضي/ …………………………. رعاكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحية طيبة، أما بعد: الموضوع: طريقة تقديم شكوى عقوق الوالد. سيدي القاضي: أنا المواطنة/ ……………………….. أحمل هوية وطنية رقم/ ………………………………. وهاتف رقم/ …………………………….. وأسكن في/ ……………………………..، وأمارس مهنة المحاماة. أتقدم إليكم بهذه الشكوى التي هي عبارة عن شكوى عقوق؛ حيث إنني بحكم عملي في المحاماة، فقد لجأت إليَّ جارتي وزوجها وهم كبار في السن، ولا يعرفون كيف يقومون بتقديم شكوى عقوق، وطلبا مني أن أقوم بتقديم هذه الشكوى إليكم، وذلك نظرًا لعقوق ابنهم الكبير لهما، والذي يقوم بتعنيفهم من خلال الضرب والشتم باستمرار، ويهددهم بالطرد في حالة أن تقدما بشكوى ضده. فهما ليس لهما إلا هذا الابن، وليس لهما من يعيلهما غيره، ولديهما فقط راتب الضمان الاجتماعي، ورغم ذلك التعنيف الذي يقوم به ضدهما فإنهما إلى هذه اللحظة لم يقوما بتقديم شكوى ضده. ولكن في نهاية الأمر طفح الكيل منهما، وإذا بهما يقومان بزيارتي إلى منزلي، ويشرحا لي قضيتهما بوضوح، وطلبا مني أن أتكفَّل بتقديم هذه الشكوى عنهما. فقد أبديا استياءهما من ابنهما، ووصل بهم الأمر إلى البكاء والتوسل بأن أنوب عنهما في تقديم هذه الشكوى، وقالا إنهما يثقان فيَّ تمام الثقة؛ ولذلك فقد تقدما إليَّ بعرض موضوع هذه الشكوى. سيدي القاضي: لقد أثَّر فيَّ حال هذين الأبوين وهما يتوسلان إليَّ، وجاشت في قلبي الرحمة والعطف عليهما، وبدأت أفكر هل من المعقول في مجتمعنا أن يصل الحد بأحد الأبناء أن يضرب والديه؟! أرجو من سيادتكم سيدي القاضي، أن تتكرموا بالنظر إلى موضوع هذه الشكوى بعين الاهتمام، وأن تقوموا باستدعاء هذا الابن العاق وتوقيفه عند حده، وإجراء التحقيقات معه، وإلحاق العقوبة الرادعة به؛ حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يعق والديه. وأسأل الله أن يوفقكم في أداء مهامكم، فأنتم للعدالة عنوان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مقدما الشكوى/ ……………………………………. نيابة عنهم المحامية/ ……………………………………. تاريخ تقديم الشكوى/ …./ …./ …………… التوقيع/ ……………………………………. |
كيفية إثبات قضية العقوق
قد تعتبر قضية العقوق واحدة من القضايا التي لا تحتاج إلى مستندات من أجل إثباتها، فبمجرد أن يقوم أحد الأبناء بالذهاب إلى الجهة المختصة والبدء في رفع الدعوى أو الشكوى ضد الأبناء فقد يتم تقديم الابن إلى المحاكمة والمسائلة القانونية.
وفي بعض الحالات قد يكون على الشاكي شرط وهو أن يحضر إثباتات لما يقدمه من دوافع خاصة بهذا بإعاقة هذا الإبن، حيث أن هذه الشكوى المقدمة قد تكون بحاجة إلى إثباتات من أجل التأكد من قهر الإبن لأبيه وأمه حتى يتم تقديمه إلى المحاكمة.
حيث أن عقوق الآباء قد يكون متمثل في التعدي عليهم بالضرب أو التسبب لهم في الشعور بالحزن والقهر نتيجة إلى العصيان الذي يقوم به الأبناء تجاه آبائهم، والأب والأم هم الأبواب التي رزقنا الله إياها على الأرض للجنة، فلابد من أن تحصل على رضاهم حتى تنال الجنة ورضى الله عز وجل.
فقد تكون بحاجة في بعض الحالات إلى وجود شهود عيان على حالة العقوق التي تعاني منها من الأبناء، وهذا حتى تتمكن من السيطرة الكاملة على هذه المشكلة والحصول على القبول للشكوى التي تقدمها إلى الجهة المختصة حتى يتم التصرف مع الأبناء في هذا الأمر، وهذا وفقا لما تم توضيحه من قبل القضاة المختصين في هذا النظر في مثل هذه القضايا